الثلاثاء، 10 مارس 2009

تقديم للأب هاني مطر

هل يمكنكَ أن تفتح كتاب صلاة إلاّ ورأيت وجهه المنور يواكب العمل الطقسي منذ سنين عديدة بحثاً وتدقيقاً وتصليحاً وعودة إلى الجذور وتجديداً وتأويناً. وتسأل نفسكَ من أين أتت هذه «النكهة» الروحية وهذا «العطر» القدسي أمن سبحة أمه النقية المصلّية الضارعة لله ولأمه العذراء، أم من عمقه الداخلي المزدان بروح الخشوع والترهب والإصغاء لكلام الله وقد تعبت عيناه كما الآباء الرهبان القديسون من قراءة الكتب المقدسة.
هل يمكنني أن أتجرأ وأقول انه في البدء لولاه ولولا العديد سواه من روادنا لما كان لنا هذا التجديد الطقسي الرائع بعد مئات السنين من الركود والجهل والنوم والفقر. لولاه ولولا سواه الذين لبوا نداء الروح والكتب الغنية المرمية الضائعة في المكتبات، ومنهم الأباتي يوحنا تابت والحبيس الأب يوحنا خوند، والأب لويس الحاج، والأب يوسف الخوري والملهم الكبير الأب روفائيل مطر، والمؤسس الأباتي عمانوئيل الخوري ومعه الأباتي بطرس القزي ومساعدة الأخت مارسيل هدايا، ولولا اليوم، وجود اللجنة الطقسية التي يراسها سيادة المطران بطرس الجميّل. هذا الكشف عن كنوز وغنى وعظمة التراث الماروني المشرقي كان للأب هاني مطر فضل كبير في الإنكباب على الذهاب الى العمق لجلب لألئه الثمينة بشباك الزمن القديم الجديد. ليتورجياتنا اغتنت، تجددت، أشرقت، تألقت على يده وعلى يد العدد سواه من الباحثين الليتورجيين واللاهوتيين والموسيقيين والأدباء والشعراء والفنانين المبدعين. عرف صديقي ورفيقي الأب هاني مطر ان يوازن بين التجديد والتجذر. إنفتاح دون انفلاش وتجذر دون انغلاق. هوية متميزة ومتثاقفة بتكامل مع التراثات الشرقية الأخرى. افتخر بالأب هاني مطر صديقي ورفيق دربي مجدداً ليتورجياً عالماً راهباً أصغيت اليه بمحبة طوال العمر. فلنصغِ له نحن اليوم بفرحٍ كبير هذا المساء. فرحي أن أعرفكم على صديقي وأن اشارككم الإصغاء اليه!

ليست هناك تعليقات: