الثلاثاء، 10 مارس 2009

لطفي زين الدين شهيد الشبانية

17-2-2009
أكتبُ عن الشهيد لطفي زين الدين لأنني مثله من المتن الأعلى ومن الشبانية قريتنا ولأنني أعرفه واحترمه وأحبّه وهو وأنا أولاد جبل الصنوبر والكرز وكروم العنب والتين و«نهر الدم»[1] الهادر من «شلال حمانا»1 حتى «بير الحمام»1 مروراً «بغدرا»1 تحت شقيف «شوار البستان»1 «ودير الرغم»1 جتى «نبع الدلبة»1 حتى بيروت مروراً بمخابىء الحجال والغار والوزال. رجال المتن الأعلى هم كصنوبرات ارضهم يظللون الأرض بالخير والعطاء لذلك أسأل وأًصرخ من يقطع بالهروات صنوبرات المتن الأعلى من يقتلع بالحناجر رجال المحبة والتعايش؟ من يقتل أهل التوحيد والعقل والحكمة والإعتدال؟
لطفي زين الدين ابن الشبانية، جاري، وجار الكل، لم يكن زعيماً سياسياً بل كان زعيم اللطف والرقة «والإدامية».
لم يكن قائداً للمعارك بل قاد معركة التعايش والمحبة والحفاظ على جبل الإمارة اللمعية مع العديد سواه من أبناء بني معروف رجالاً ونساءً. لطفي عباس زين الدين. كان زيناً للدين باللطف والخدمة حاضراً لتأديه شهادة العقل والمعرفة والحكمة لذلك شاؤوا توزيع جسده خبزاً لمائدة الجهال بالسكاكين والهروات على أيدي الذين ما زال الوحش فيهم يقتل الإنسان. العشرات مثله من أبناء المتن وراشيا والبقاع الغربي أصيبوا خلال عودتهم من ساحة الشهداء بضربهم بالهروات وطعنهم بالحناجر والسكاكين. الجبن والحقد قتل فرح أبطال الاحتفال بالحرية وربيع الكرامة وثورة الأرز والإلتزام بالحب والعيش المشترك. من سيجمع حبات الزيتون وأكواز الصنوبر وأغمار الوزال من أرض الشبانية ويقدمها لفرح الناس ويقطر اللطف في معاصر الجبل؟ يوم كانت عاصفة الجنون والحقد تضرب الجبل كان لطفي عاصفة حب وإخاء وخدمةً وعقل وحكمةً تضيء ليل الجبل المخيم عليه الخوف والرعب. أكتب له لأقول نفتقدكَ يا «جار الحب والرضى». لكن أعرف ان خميرة البيت موجودة في العائلة وهي أمينة ستوزعها لنا على مائدة الشبانية والجبل والوطن بالحب والإيمان واللطف والطيبة والشرف هذا هو عزاؤنا وهذه صلاة قلبنا لك يا أحب الناس وأوفى الأصدقاء.
[1] أماكن في الشبانية.

ليست هناك تعليقات: