دولة الرئيس نبيه بري،
....
وحدة الشهداء
....
وحدة الشهداء
من أين تأتي هذه الغربة التي يعيش فيها الأشخاص غير العاديين؟
من أين تنبع هذه الوحدة التي يُترك فيها الذين أتوا برسالة الحق الخارقة، فوقع عليهم الظلم والبطش والخيانة والغدر؟ يرافقهم الناس في حياتهم. يتقرّبون منهم يتملّقون اليهم، لكن عند ساعة الموت، هكذا كان علي، هكذا الحسين، هكذا كان المسيح، يُتركون لوحدهم، ويلطخ دمهم صخرة بستان الزيتون أو رمل الصحراء. هكذا كانت الأشياء وهكذا الآن، وهكذا ستبقى الى الأبد. الأبطال يموتون وحيدين في كآبة المساء على الرمال أو على الصلبان وهم يقولون أنا عطشان للحق!
لا فرق بين أطفال بيت لحم أو أطفال كربلاء، أو أطفال الجنوب، أو أطفال قانا وغزة وهيروشيما وناغازاكي.
حول هؤلاء الشهداء الأنقياء. يبقى فقط مع بعض الأنقياء في ثياب عرسهم، كوهب وعروسته وأم وهب وجون الحبيب.
أمّا الباقون فقلوبهم مع الضحية وسيوفهم العنيفة عليها وقد باعوها بأقل من الخيانة وبثلاثين من الفضة، وما هم إذا علّقوا بعد هذا الفعل الشنيع رقابهم بحبل الخيانة. آه كربلاء، البريء يذبح في الصحراء أو على الجلجلة، والعنف يبطش بالقادمين يطلبون الحق والحرية والسلام والثائرين على الظلم والاستبداد واغتصاب الحق والعدل. آه غزة أنت اليوم غزة صليب في قلبي تغزه الدبابات والطائرات ومدافع الموت والتوحش وتغرّه في قلوبكم وعيونكم. اللهم تقبّل قرباننا وارأف بنا
لا فرق بين أطفال بيت لحم أو أطفال كربلاء، أو أطفال الجنوب، أو أطفال قانا وغزة وهيروشيما وناغازاكي.
حول هؤلاء الشهداء الأنقياء. يبقى فقط مع بعض الأنقياء في ثياب عرسهم، كوهب وعروسته وأم وهب وجون الحبيب.
أمّا الباقون فقلوبهم مع الضحية وسيوفهم العنيفة عليها وقد باعوها بأقل من الخيانة وبثلاثين من الفضة، وما هم إذا علّقوا بعد هذا الفعل الشنيع رقابهم بحبل الخيانة. آه كربلاء، البريء يذبح في الصحراء أو على الجلجلة، والعنف يبطش بالقادمين يطلبون الحق والحرية والسلام والثائرين على الظلم والاستبداد واغتصاب الحق والعدل. آه غزة أنت اليوم غزة صليب في قلبي تغزه الدبابات والطائرات ومدافع الموت والتوحش وتغرّه في قلوبكم وعيونكم. اللهم تقبّل قرباننا وارأف بنا
ثقافة العنف
لأسبوع كنا نعيد عيد ميلاد الطفل يسوع، السيد المسيح، عيسى ابن مريم عليه الف سلام، واليوم نحن نجمع أشلاء ونعيش ونستذكر استشهاد أطفال بيت لحم وغزة وقانا. ألم يمت هيرودس بعد؟ ما زلنا في ثقافة الموت والعنف والدم ولم نصل الى ثقافة الرحمة والفداء والتصالح والتراحم؟ أهل فشل الله في تغيير قلب الإنسان؟ نحب القتل والإنتقام فتعم الظلمة على الكون وتنتشر رائحة الدم والأشلاء، وحق الناس بالحرية والحياة يصلب في غزة، في القدس، في الجنوب، في الموصل. إنها جلجلة، غزة مفلوشة على جوانب الكون والقلب وهي نجمة الميلاد والحب والفرح والسلام التي وعدنا بها أم هي عاشوراء الوجع والألم والبكاء والنواح والنكبة التي لا تعرف لها قيامة من دمنا ولحمنا وأحزاننا وأوجاعنا؟
أهكذا سنبقى طول عمرنا يتقدّم فينا الجلاد على الإنسان والظالم على الضعيف والتوحش على الإنسانية؟ وهنا نسأل ماذا كان مفعول موت الأبرياء؟ ومواكب الشهداء والفقراء والجياع والمساكين والمقهورين والمظلومين والمحرومين وجميع الذين كانت صلاتهم: أللهم اجعل حظي مع الضحايا وليس مع الجلادين؟ من سيغفر لهذا العالم الظالم الذي لا سماء له بل ستنزل عليه لعنة السماء والأرض؟ لأنه بنى بابله وثروته على قهر المحتاجين وتعاسة المرضى وكرامة الفقراء واغتصاب الأرض والحق ولم يكن فيه خجل من استشهاد الحسين ورفاقه ولا من أطفال قانا ولا من أطفال غزة ولا اطفال كربلاء. نفسي حزينة حتى الموت. لم يطل فرحي بميلاد المحبة والنور والسلام من على بسمة طفل المزود في مغارة بيت لحم. نخلتي أنا تساقطت منها القذائف والقنابل وحمم الموت والدمار وأطفالي ماتوا تحت الردم وهم مجهولو التذكرة والهوية، والعنف أصبح وليمتنا! وأولادي ضياع عراة.
أهكذا سنبقى طول عمرنا يتقدّم فينا الجلاد على الإنسان والظالم على الضعيف والتوحش على الإنسانية؟ وهنا نسأل ماذا كان مفعول موت الأبرياء؟ ومواكب الشهداء والفقراء والجياع والمساكين والمقهورين والمظلومين والمحرومين وجميع الذين كانت صلاتهم: أللهم اجعل حظي مع الضحايا وليس مع الجلادين؟ من سيغفر لهذا العالم الظالم الذي لا سماء له بل ستنزل عليه لعنة السماء والأرض؟ لأنه بنى بابله وثروته على قهر المحتاجين وتعاسة المرضى وكرامة الفقراء واغتصاب الأرض والحق ولم يكن فيه خجل من استشهاد الحسين ورفاقه ولا من أطفال قانا ولا من أطفال غزة ولا اطفال كربلاء. نفسي حزينة حتى الموت. لم يطل فرحي بميلاد المحبة والنور والسلام من على بسمة طفل المزود في مغارة بيت لحم. نخلتي أنا تساقطت منها القذائف والقنابل وحمم الموت والدمار وأطفالي ماتوا تحت الردم وهم مجهولو التذكرة والهوية، والعنف أصبح وليمتنا! وأولادي ضياع عراة.
العنف والقداسة
كيف نضفي أحياناً على العنف صفة القداسة والبركة؟ ونقيم فينا عملية شفاء وتطهر وندرك ان العنف ينغرز في بنية الكائن البشري يقابله الترقي وبذر الخير والسلام. ونحن نعرف ان البقاء سيكون للخير والحب والسلام والبناء وليس للهدم والتدمير وانفلات الغرائز الهمجية. العنف يبقى دوماً متعطشاً يبحث عن ايجاد ضحية بريئة نقية يستبدلها ويستعيض بها ويسكب عليها وحشيته وقساوته فينجذب اليها لقداستها ويجعل منها قرباناً بديلاً، كبش محرقة وفداء وهي للحقيقة يليق بها الحب والإحترام. الإنسان انسان، مهما كان دينه ولونه وجنسه وعرقه. لا فرق عندي بين انسان وآخر. كلهم اخوتي ويجب عليّ لهم الإحترام والمحبة. ما هذا التوحش الذي يحدث في غزة؟ أرأيتم أوجه الملائكة التي لفتها اكفان السماء. غزة ليست للغزاوين وحدهم. هي لكم ولي وأهلي وأهلكم هناك. هل الجلجلة للمسيحيين وحدهم؟ هل عاشوراء للشيعة وحدهم؟ هل وجع القلب والبكاء لهم وحدهم؟ أم انها المأساة الواقعة في قلب كل انسان وكل بيت؟ كما ان فرح القيامة يحمل فرح السلام والفداء والنقاء والبهاء والسلام قادم على بيارق النصر والفرح والحق.
العنف يستبدل الخطأة بالأبرياء
عملية الإستبدال، العنف يسير نحو ضحية قابلة لأن يُضحى بها هنا يصبح العنف مرعباً ووحشيته عمياء لأنه يطال الأبرياء والأنقياء وينقض على الأضحيات البديلة، ويحصل على المزيد من المتعة أو المزيد من اللذة في عمل نرجسي هستيري في موقف عصابي اليم ندمن عليه ولا نستطيع الشفاء منه إلاّ بالحب والرحمة. وليس بشهوة الدم بتنافس سلفي وروح افتراسية فيضعف فينا الحس الإنساني الرفيع. هنا يجب علينا العودة الى رسالة هذا العيد الشريف بالتجرد والثورة على الظلم وطلب الحق والبر القائمة في عذرية وبتولية ومعصومية المعجزة التي تشفي جراحنا وتزيل اوساخنا نتوضّى بها لنصير أهلاً للصلاة ولكيان وجودي يستحق أن يُلاقي وجه الله.
أسينتصر الحاقد؟ أسينتصر القاتل؟
أسينتصر الباطل على الحق؟
والإستعباد على الحرية؟
والبغض على الحب؟
ألن يعود المخلّص الى الأرض؟ قم يا الله واحكم بالعدل في الأرض، لأنك أنتَ قلتَ سيكون على الأرض بعض ايام السماء وستكون مشيئتكَ أنت كما في السماء كذلك على الأرض وسيتقدّس اسمكَ. ويعلن هنا ملكوت الحب ولن يتكلم رجال الدين بلغة ملكوت قيصر بل بلغتك أنت. أي بالحب والرحمة والحنان والرأفة لأنكَ اللسان والقلب والعين والمحبة التي هي أمضى من كل سيف.
أسينتصر الحاقد؟ أسينتصر القاتل؟
أسينتصر الباطل على الحق؟
والإستعباد على الحرية؟
والبغض على الحب؟
ألن يعود المخلّص الى الأرض؟ قم يا الله واحكم بالعدل في الأرض، لأنك أنتَ قلتَ سيكون على الأرض بعض ايام السماء وستكون مشيئتكَ أنت كما في السماء كذلك على الأرض وسيتقدّس اسمكَ. ويعلن هنا ملكوت الحب ولن يتكلم رجال الدين بلغة ملكوت قيصر بل بلغتك أنت. أي بالحب والرحمة والحنان والرأفة لأنكَ اللسان والقلب والعين والمحبة التي هي أمضى من كل سيف.
المحبة تخلّص
ونعرف إن الإيمان بالله هو الإيمان بالمحبة. صرتَ مثلنا لتجعلنا مثلكَ ونحن في بحر محبتكَ اللامتناهية سنعّد الكون بالماء والروح والسلام والأخوة والتراحم ونعرف انه كما قلت: ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه وسنقهر الحقد بالحب والإساءة بالمغفرة والعداوة بالحنان وسنصلّي ونقول ما علّمتنا ايها الرب يسوع من على صليبك: إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون! ومن على رمل الصحراء اللاهب نصغي لصلاة الشهداء الأنقياء
جدلية العنف والقداسة
ما هذه الجدلية الغريبة؟ هل العنف ملازم للفداء والخلاص؟ هل ان غريزة الدمار والهدم والقتل والموت ملازمة لطبيعة الحياة؟ كيف يمارس العنف في ميدان قدسي: سفك دماء ضحية بشرية من الأبرياء والأنقياء. كأن العنف هو محرك التاريخ وهو يأخذ ينبوعيته من المقدس الذي يقول: لا تقتل الضحية لأنها بريئة، مقدسة لكن الضحية البريئة المقدسة لا تصبح ضحية إذا لم تقتل. لذا وجب قتلها لأنها بريئة لتستطع براءتها الفداء ومن دمها النقي ينبع الخلاص. ما هذه الجدلية التي تحددنا وتدعنا نسال ماذا كان لو ان الحسين لم يمت؟ هل كنا خرجنا من رتابة طقوسنا التاريخية؟ هل كنا خسرنا كل جمالية عاشوراء وغنى معانيها الروحية والاستشهادية؟
آه عاشوراء
آه روح عاشوراء. أنتِ لي جرح مفتوح على الحق وصرخة ضد الظلم، ظلم الأحبة المضرّجين بالدماء صرّع على رمال كربلاء وصدى الصوت ينادينا: ألا من ناصر ينصرنا؟ والصوت يقول على مدى الأفق الكوني قم وانصر ابن بنت رسول الله الحسين أبا عبد الله ولو رأيت رأسه مقطوعاً عن جسده قل له فداك أبي وأمي يا عريس الحق والشهادة. الأحبّة صرّع في كربلاء وأم وهب المسيحية تقول لابنها العريس الجديد قم يا بني وانصر ابن بنت رسول الله. وعروسه تصرخ به فداك ابي وامي يا عريسي المصبوغ بالدم ومعك جون يرد على الصوت المنادي: ألا من ناصر ينصرنا؟ ألا من يردعنا؟ آه روح عاشوراء! روح غزة ألا من ينصر أهلنا هناك؟
آه روح عاشوراء روح الحب والنقاء، مدرسة كربلائية هي مدرسة الحسين ومدرسة الإمام المغيّب موسى الصدر، مدرسة أمل برئسها الصديق الأستاذ نبيه بري ومعه روح الإعتدال والحب وارادة العيش المشترك ليبقى الوجود المسيحي هنا يعطي للبنان طعم الرسالة كما قال قداسة البابا والإمام الصدر والرئيس بري الذي غضب لأجل قانا وجعل منها ارثاً انسانياً مسيحياً واسلامياً كبيراً.
آه عاشوراء لو قدرت أن اوسع قلبي ويدي لأحفظ الوديعة التي أنتِ، وأبذرها في العالم ولأجعل منك حياة فرح وعطاء لأكسر العنف وليس فقط ساعات من الأسى والحزن ولاستذكار الماضي، روح عاشوراء أن نقف معاً على أبواب الجنوب اليوم ومع الرئيس بري والمسؤولين العرب لنصرة غزة لنكون صوت صارخ في برية هذا العالم المتوحش المقنّع بقناع الحضارة، واحتضن بالصلاة والدموع، وجه الأطفال في غزة اليوم مسترجعاً روح ثورة ابي عبد الله ضد الظلم والطغيان.
آه روح عاشوراء روح الحب والنقاء، مدرسة كربلائية هي مدرسة الحسين ومدرسة الإمام المغيّب موسى الصدر، مدرسة أمل برئسها الصديق الأستاذ نبيه بري ومعه روح الإعتدال والحب وارادة العيش المشترك ليبقى الوجود المسيحي هنا يعطي للبنان طعم الرسالة كما قال قداسة البابا والإمام الصدر والرئيس بري الذي غضب لأجل قانا وجعل منها ارثاً انسانياً مسيحياً واسلامياً كبيراً.
آه عاشوراء لو قدرت أن اوسع قلبي ويدي لأحفظ الوديعة التي أنتِ، وأبذرها في العالم ولأجعل منك حياة فرح وعطاء لأكسر العنف وليس فقط ساعات من الأسى والحزن ولاستذكار الماضي، روح عاشوراء أن نقف معاً على أبواب الجنوب اليوم ومع الرئيس بري والمسؤولين العرب لنصرة غزة لنكون صوت صارخ في برية هذا العالم المتوحش المقنّع بقناع الحضارة، واحتضن بالصلاة والدموع، وجه الأطفال في غزة اليوم مسترجعاً روح ثورة ابي عبد الله ضد الظلم والطغيان.
معنى هذا الإستشهاد والذكرى
لنعطِ لهذا الإستشهاد معنى. فلنعش في القلب والحياة اليوم ولنبني مجتمعاً افضل. ولنأخذ الوديعة، ونجعل منها حياة فرح وعطاء وليس فقط احتفال أسى وتفجّع وتلوع وحزن. لتكن ثورة الحق على الباطل فينا وفي مجتمعنا وفي وطننا وفي العالم ثورة على الظلم. ليزهر الدم عدلاً والإستشهاد سلاماً والقبر قيامة وليالي الحزن والأسى ربيع فرح وعيداً للمحبة والسلام في وطن التعايش. نتعايش سوية نعيّد سوية، نتقاسم الأرض والمصير ولقمة الخبز ويبقى لبنان عيد ميلاد، وعيد غدير، وعيد سنة هجرية، وأيام عاشورائية، عيد أضحى وعيد غطاس للظهور الإلهي.
جرح الجلجلة الجنوبية المفتوح على الإيمان بالقيامة والنصر، وجرح عاشوراء الذي يجعل منا جميعاً وجهاً كربلائياً مدمّى في غزة وفلسطين والعراق وقانا.
دولة الرئيس، أنا لست سياسياً، ولا رجل دين أتكلم بلغة السياسة ولا لغة قيصر، ولا قائداً حزبياً، أنا راهب، مفكّر، من الذين قال عنهم القرآن الكريم لتجدّن أقربهم اليكم الذين قالوا أنّا نصارى وإن منهم رهباناً وقسيسين وهم لا يستكبرون. أنا من هؤلاء الأقرباء منكم، الذين يرفعون أيديهم بالصلاة لأجلكم ولأجل عيالكم ويؤمنون اننا بالصلاة سنغيّر العالم. آمين
اسمعني اللّهم انكَ لسميع مجيب.
جرح الجلجلة الجنوبية المفتوح على الإيمان بالقيامة والنصر، وجرح عاشوراء الذي يجعل منا جميعاً وجهاً كربلائياً مدمّى في غزة وفلسطين والعراق وقانا.
دولة الرئيس، أنا لست سياسياً، ولا رجل دين أتكلم بلغة السياسة ولا لغة قيصر، ولا قائداً حزبياً، أنا راهب، مفكّر، من الذين قال عنهم القرآن الكريم لتجدّن أقربهم اليكم الذين قالوا أنّا نصارى وإن منهم رهباناً وقسيسين وهم لا يستكبرون. أنا من هؤلاء الأقرباء منكم، الذين يرفعون أيديهم بالصلاة لأجلكم ولأجل عيالكم ويؤمنون اننا بالصلاة سنغيّر العالم. آمين
اسمعني اللّهم انكَ لسميع مجيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق