السخرية من يسوع وأمّه العذراء
الحملة الأخيرة التي أثارتها القنال العاشرة في إسرائيل مع ليور شلاين، الذي قدّم في برنامجه صورة ساخرة مبتذلة ليسوع والعذراء، ردّاً على الأسقف البريطانيّ ريتشارد وليامسون الذي أنكر فيه وفاة اليهود في غرف الغاز، وأنّ العدد لا يتجاوز 300 ألف شخصاً، وليس الملايين. وكان البابا قد رفع الحرم عن هذا الأسقف التابع للمونسنيور لوفيفر أصلاً. وكان ليورشلاين مقدّم البرنامج الكوميدي الإسرائيلي الساخر قد أعلن قائلاً: «إن المسيحيين ينكرون المحرقة، لذا فأنا أودّ أن أنكرَ المسيحية على أحدهم وأن ألقنهم درساً في الحقيقة»! إنّه الانتقام القديم القادم من شريعة العين بالعين والسنّ بالسنّ، والدم بالدم. لا لاهوت للرحمة، ولا شريعة للحبّ والمغفرة.
إنه تعليم إله موسى، وليس هو تعليم يسوع المسيح: «العهد الجديد»: أحبوا أعداءكم اغفروا لمن أساء إليكم يقول يسوع».
ما هذه الوقاحة واللاخلاقيّة؟ ما هذا التجريح المرفوض والمشجوب للرموز والشعائر الدينيّة التي يكرّمها ويحترمها المسلمون والمسيحيّون معاً. لا عجب عندي فهم سخروا من يسوع في حياته ومماته: «يا باني الهيكل في ثلاثة أيّام»، «خلّص آخرين ولم يقدر أن يخلّص نفسه»، «سرقه تلاميذه ليلاً ولم يَقُم»! كذبٌ على مدّ التاريخ والزمن كما قال آباؤهم: «إكذبوا، إكذبوا فلا بدّ أن يبقى شيء» إكذبوا: أنّ فلسطين لكم! كأنّ قبلهم لم يكن لها أهل وسكّان؟ وكانت أرضاً خالية خاوية؟ إكذبوا أنّكم شعب الله المختار كأن ليس الناس جميعهم عيال الله؟ وكأن الله خالق البشريّة جمعاء لم يحبَّ أحداً غيركم، لا من شعوب الشرق الأوسط، ولا من الصين، ولا من الهند، ولا من شمالي أميركا أو جنوبها، ولا من أهل لبنان؟!...
ليور شلاين سخر من شخصية يسوع في مشاهد مسرحيّة قصيرة، يقول فيها الراوي إن يسوع المسيح توفيّ عن عمر 40 سنة، لأنّه كان بديناً. وإنّه لم يمشِ على الماء في طبريّا، لأنّه كان شديد البدانة. وكان يخجل بشدة من مغادرة المنزل. ولم يكتفِ ليور شلاين بإهانة شخص يسوع، بل تطاول وتجرأ وأهان السيّدة العذراء، النقيّة الطاهرة، القدّيسة المصطفاة، المكرّمة عند المسيحيين والمسلمين. فقال إنّها حملت في عمر 15 سنة من زميل لها في الدراسة.
إنه تعليم إله موسى، وليس هو تعليم يسوع المسيح: «العهد الجديد»: أحبوا أعداءكم اغفروا لمن أساء إليكم يقول يسوع».
ما هذه الوقاحة واللاخلاقيّة؟ ما هذا التجريح المرفوض والمشجوب للرموز والشعائر الدينيّة التي يكرّمها ويحترمها المسلمون والمسيحيّون معاً. لا عجب عندي فهم سخروا من يسوع في حياته ومماته: «يا باني الهيكل في ثلاثة أيّام»، «خلّص آخرين ولم يقدر أن يخلّص نفسه»، «سرقه تلاميذه ليلاً ولم يَقُم»! كذبٌ على مدّ التاريخ والزمن كما قال آباؤهم: «إكذبوا، إكذبوا فلا بدّ أن يبقى شيء» إكذبوا: أنّ فلسطين لكم! كأنّ قبلهم لم يكن لها أهل وسكّان؟ وكانت أرضاً خالية خاوية؟ إكذبوا أنّكم شعب الله المختار كأن ليس الناس جميعهم عيال الله؟ وكأن الله خالق البشريّة جمعاء لم يحبَّ أحداً غيركم، لا من شعوب الشرق الأوسط، ولا من الصين، ولا من الهند، ولا من شمالي أميركا أو جنوبها، ولا من أهل لبنان؟!...
ليور شلاين سخر من شخصية يسوع في مشاهد مسرحيّة قصيرة، يقول فيها الراوي إن يسوع المسيح توفيّ عن عمر 40 سنة، لأنّه كان بديناً. وإنّه لم يمشِ على الماء في طبريّا، لأنّه كان شديد البدانة. وكان يخجل بشدة من مغادرة المنزل. ولم يكتفِ ليور شلاين بإهانة شخص يسوع، بل تطاول وتجرأ وأهان السيّدة العذراء، النقيّة الطاهرة، القدّيسة المصطفاة، المكرّمة عند المسيحيين والمسلمين. فقال إنّها حملت في عمر 15 سنة من زميل لها في الدراسة.
----
ردات الفعل
وكان للفاتيكان ردّة فعل قوّية في رسالة احتجاج إلى الخارجيّة الإسرائيلية قال فيها: «إن هذا البرنامج سخر من يوسف والعذراء بكلمات وصور تجديفيّة، تدلّ على عمل هجوميّ ومبتذل من التعصّب حيال المشاعر الدينيّة للمؤمنين بالمسيح وليست هي المرة الأولى فقد صور المسيح على الصليب يشرب خمراً وأمه مريم أخذت جسد مريم المجدلية وبانى حبلها.
وأصدر مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدسة بياناً أبدى فيه «أسفه وإدانته الشديدة للاتهامات البغيضة ليسوع المسيح وأمّه مريم العذراء «والتي» تدخل في إطار أوسع من الاتهامات المتواصلة للمسيحيين في إسرائيل على مرّ سنوات، إذ أحرقت نسخ من العهد الجديد علناً منذ بضعة أشهر في باحة كنيس في «أور يهودا» قرب تل أبيب، وأنّ الكنيسة تبذل جهوداً كبيرة لوقف بعض المظاهر المعادية للسامية. إلاَ أنّ المسيحيين في إسرائيل قد صاروا هم ضحايا ومحرقة معاداة السامية. «المسيحيّون هم اليوم المحرقة في فلسطين وفي القدس وفي غزة».
هذا ما دفع مقدّم البرنامج الكوميدي الإسرائيلي المعروف ليور شلاين على الاعتذار نهار الأربعاء على الهواء وإنّه لم يقصد الإساءة إلى أحد.
وأيضاً فإن وزارة الخارجيّة الإسرائيلية، صرح باسمها ييغال بالمور: «إنّ هذه المقاطع لن يُعاد بثها» لأنّ احتجاج الفاتيكان كان عنيفاً وغاضباً ولأنّ البابا سيزور إسرائيل في 16 أيّار المقبل.
وأصدر مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدسة بياناً أبدى فيه «أسفه وإدانته الشديدة للاتهامات البغيضة ليسوع المسيح وأمّه مريم العذراء «والتي» تدخل في إطار أوسع من الاتهامات المتواصلة للمسيحيين في إسرائيل على مرّ سنوات، إذ أحرقت نسخ من العهد الجديد علناً منذ بضعة أشهر في باحة كنيس في «أور يهودا» قرب تل أبيب، وأنّ الكنيسة تبذل جهوداً كبيرة لوقف بعض المظاهر المعادية للسامية. إلاَ أنّ المسيحيين في إسرائيل قد صاروا هم ضحايا ومحرقة معاداة السامية. «المسيحيّون هم اليوم المحرقة في فلسطين وفي القدس وفي غزة».
هذا ما دفع مقدّم البرنامج الكوميدي الإسرائيلي المعروف ليور شلاين على الاعتذار نهار الأربعاء على الهواء وإنّه لم يقصد الإساءة إلى أحد.
وأيضاً فإن وزارة الخارجيّة الإسرائيلية، صرح باسمها ييغال بالمور: «إنّ هذه المقاطع لن يُعاد بثها» لأنّ احتجاج الفاتيكان كان عنيفاً وغاضباً ولأنّ البابا سيزور إسرائيل في 16 أيّار المقبل.
----
أحبوا يسوع لتعرفوا السلام
بعيداً عن كل هذا، أقول: إنّ يسوع المسيح، «الناصريّ»، كما يقول الكتاب المقدّس هو «إسرائيلي لا غشّ فيه» وهو من الناصرة وهم ابن النجّار يوسف، وأمّه مريم. وهو ابن «الانتظار الإسرائيلي» الذي لم تعرفه «خاصته»، بل صرخت «اصلبه! اصلبه»! وفضّلت عليه برأبّا. هكذا هو «عماء» هذا الشعب الذي يقتل أنبياءه بين الهيكل والمذبح. و«سيُطلب منه دم جميع الأبرياء من الأنبياء والناس» الذي سفك على ارض إسرائيل وفلسطين. فإلى أين سيهرب هؤلاء الفريسيون الملاعين من غضب الله؟ هؤلاء «الحيّات أولاد الأفاعي» كما قال يسوع المسيح وهم طلبوا كما يقول الإنجيل أن يكون «دمه عليهم وعلى أولادهم»؟
لن يكون سلام في الشرق الأوسط إلاّ بحبّ يسوع! يسوع التوراة والأنبياء، يسوع الإنجيل والرسائل وأعمال الرسل، يسوع القرآن والأحاديث. كيف يصلب في العراق 12 طفلاً بالبغض والتعصب والكراهية؟ كيف يموت أطفال غزة وفلسطين والصومال والسودان وتغتصب النساء والأطفال هناك كما يقول تقرير الأمم المتحدة إن طفلة بعمر السنة الواحدة اغتصبت من قبل الجنود؟
لن يكون سلام في الشرق الأوسط إلاّ بحبّ يسوع! يسوع التوراة والأنبياء، يسوع الإنجيل والرسائل وأعمال الرسل، يسوع القرآن والأحاديث. كيف يصلب في العراق 12 طفلاً بالبغض والتعصب والكراهية؟ كيف يموت أطفال غزة وفلسطين والصومال والسودان وتغتصب النساء والأطفال هناك كما يقول تقرير الأمم المتحدة إن طفلة بعمر السنة الواحدة اغتصبت من قبل الجنود؟
----
الكراهية لم تبنِ السلام
أنسوا أنّ المسيح ابن شعبهم وهو واحد منهم؟ وأنّه لم يأتِ شراً؟ بل أحبّ وشفى وصنع المعجزات، وبشّر بالرحمة وأطعم الجياع؟ وأقام الأموات؟ وقال أنا هو «المنتظر»، أنا هو الرجاء»! «آمنوا بي لتخلصوا»! لكن، هذا هو تاريخ إسرائيل: ذبح للأنبياء ونشر لهم، ورجم وقتل. هذا كان نصيب إشعيا ونصيب إرميا، وحزقيال وهوشع وسواهم... لم يتكلم أحد عن الرحمة والعدل والمحبّة إلاّ وقتلوه ورجموه وأنكروه. العذراء بنت هذا الشعب. وهم بالحقيقة أولاد الزواني منذ ايام لوط وبناته وساره وهيروديت وإستير ورحاب! فكيف يمكنهم احترام العذراء بنت شعبهم وهي المختارة؟! «الله اختارك» أنتِ «النقيّة القديسة». لقد قطعت العذراء مريم كل علاقة مع هذا التاريخ وهذه السلسلة من الزانيات التي طبعت تاريخ إسرائيل. لذلك فان ليور شلاين لم يفهم سر حبلها النقي!
----
البتولة الجميلة والحب النقي
وهي البتولة، كما قال عنها إشعيا: «ها إنّ العذراء البتولة تحبل وتلد ابناً يدعى اسمه عمّانوئيل». ابنها من روح الله، وحبلها من السماء، وولادتها للمخلّص يسوع المسيح، ولادة عجيبة ولادة الرحمة والرقّة والحنان والطهارة ولا دنس منها! لا في الميلاد ولا قبله ولا بعده، وما دام الزمان، كما تقول الأناشيد الطقسيّة الميلادية المارونيّة. وهي حبلَ بها بلا
دنس
لن ينقذ اليهوديّة ولا إسرائيل، إلاّ فعل حبّ وإيمان بالمسيح يسوع المنتظر وبأمّه العذراء القديسة النقيّة. لن يخرج إسرائيل من عمى قلبه وعقله بالثأر والحقد والصلب إلاّ بالحبّ والإيمان بنبع الحبّ والجمال والمغفرة يسوع المسيح وببهاء وجه امه المصطفاة مريم.
----
تاريخ الشرق يبدأ بالحبّ
ليبدأ في الشرق الأوسط تاريخ جديد ينيره وجه العذراء مريم القديسة الطاهرة ويجذبه ويسحره ويشع فيه وجه يسوع الرحمة والحبّ والحنان والمغفرة، حيث يقتل وحش الثأر والانتقام ورفض الآخر والكراهية له. هذا هو الافتتان الجديد بالجمال القديم، أيّها الربّ يسوع أعطني أن أحبّ حتى أعدائي، وعلّمني الرحمة والرقّة والحنان. وأنتِ أيتها العذراء مريم، اشفعي فينا. وستبقين سيدة الجمال والبهاء، ولن يقدر التنيّن عليكِ وعلى ابنكِ. يا عذراء يا نقيّة، يا طاهرة، يا مصطفاة!
----
موجة غضب
يضاف إلى كل هذا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ندد بالكلام المعادي للديانة المسيحية والمهين للفاتيكان وقال: «أندد التصريحات التي بثت خلال البرنامج التلفزيوني. لو إن تصريحات مشابهة صدرت في بلد آخر ضد اليهودية، لكانت أدت إلى موجة غضب... أنا آسف لهذه التصريحات المعادية للمسيحيين، خاصة إنها تستهدف المجموعة المسيحية في إسرائيل. علاقاتنا مع الفاتيكان والعالم المسيحي ممتازة. ولا سبب لمهاجمتها لكن موجة الغضب والتنديد والشجب عمت العالم المسيحي هذه المرة. فهل يفهم إسرائيل إن في جرحنا وعلى صليبنا نردد ونقول مع يسوع «اغفر لهم يا الله لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون»، «لأنهم لو عرفوا لما صلبوا ربّ المجد»؟