محمد السمّاك وميثاق الرسول
أثار صديقي الدكتور محمد السمّاك بنضب مقدّس كما عادته في كل مرّة يُساء الى المسيحيين والمسلمين في جريدة المستقبل 17 آذار 2008 في عنوان صارخ «اغتيال المطران رحو اعتداء على الإسلام» وأشار الى العهد النبوي الداعي الى الذود عن الأساقفة والرهبان والسوّاح والكنائس وبيوت العبادة والحفاظ على هذا الميثاق «من خالف عهد الله واعتمد الضد من ذلك فقد عصى ميثاقه ورسوله» وإن جريمة القتل تعتبر انتهاكاً ليس فقط لحق انساني مقدس في الحياة إنما انتهاكاً لنص إلهي مقدّس ايضاً واعتداءً على حرمة الإسلام وإساءة إليه تستحق كل ادانة وكل الشجب والإستنكار». هذا الإستنكار أكد عليه الأمير حسن بن طلال.
الأمير حسن وأصالة المسيحيين
الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمّان أعلن: «ان اختطاف رئيس الموصل للكلدان المطران بولس فرج رحّو وقتل ثلاثة من مرافقيه يُعد عملاً خارجاً على كل مبادىء الإنسانية المشتركة، وتسيء الى قيمنا الدينية، وميثاقنا السلوكي». ويُضيف: «إن المجتمع المسيحي الضارب الجذور في تاريخ هذا البلد المنكوب يقف شاهداً منذ القِدم على الإحترام المتأصل لإخواننا في الدين أهل الكتاب الذين استحقوا حبنا وحمايتنا منذ أيام الرسول صلّى الله عليه وسلّم». وقد صدر في هذا المجال وفي النهار مقال صارخ هام للشيخ محمد بشير الفقيه تحت عنوان: «مسيحيو العراق هم ضمانة العراق الحر المنسي» (الشيخ محمد بشير الفقيه، النهار 15/3/2008)
الإستنكار شامل
الإستنكار كان واسعاً في السابق مثلاً في 16/10/2004 حين فُجرت 5 كنائس. وتلا ذلك عمليات قتل وخطف وترويع. بين بغداد والبصرة والموصل جنون أصولي راح يطاول كرامات الناس وحرية المعتقد وحرية المرأة المسيحية وكرامتها بالضغط عليها لإرتداء الحجاب ومنع العديد من الطلبة والطالبات خاصة في الموصل من متابعة الدراسة بسبب المضايقات العدوانية والممارسات الإرهابية. فما هو تفسير هذه الأحداث؟ (الشيخ محمد بشير الفقيه، النهار 15/3/2008). فهل يفلت المتزمتون ويعرضون على العراق شريعة القتل والذبح وحرق دور العبادة في موجة من الكراهية لا تليق بهذا البلد الكبير الذي فتح قلبه وذراعيه للجميع. ومنه كان حمورابي وابراهيم واشوربينيبال ونبوخزنصّر والخلفاء الراشدون وأمراء الترجمات المسيحيون. وجذور العراقيين ضاربة في أعماق العراق كما يقول الدكتور سيار الجميل (جريدة الإتحاد، الأحد، ايلول 2003) وكما قال الرئيس نبيه بري: مسيحيو الشرق لا يُكافأون بالقتل (السفير 18/3/2008).
قربان الأبرياء
إن استشهاد المطران رحّو هو انتصار للحق. وهو كان فداء للعرب والأكراد والمسيحيين والمسلمين وهو ينضم الى كل الأحرار الشهداء ومنهم 272 صحافياً والآف الأبرياء من النساء والأطفال والرجال والكهنة والعلماء ورجال الدين. ولقد عبر البابا بندكتوس السادس عشر عن صدمته ووصف هذا العمل «بأنه عنف لا انساني». وقال نور المالكي: إن مقتل رجل الدين جريمة بشعة. كما استنكر السيد فضل الله خطف المطران. والرئيس جورج بوش قال عنه إنه «عمل حقير». إنها جلجلة جديدة وكربلاء جديدة لكن خطف المطران وقتله يأتي في رحابة الكلمة القائلة. سيأتي يوم يظن من يقتلكم انه يقدم قرباناً لله». وهذه الشهادة هي شهادة محبة ومغفرة ومصالحة. هذا الموت هو زرع للحضور المسيحي وللوجود الإنساني الكريم الحر ولا فرق بين من يقتل طفلاً بريئاً في غزة وفي جنوب لبنان وفلسطين ومن يقتل اسقفاً كبيراً في العراق. كنيسة المشرق هنا أرض أبِ الآباء ابراهيم وواضع الشرائع حمورابي أرض الأخوة والتسامح هل يمكن أن تصبح أرض اوروكلده وبابال أرض البربرية الدينية والتوحش الإنساني بالإصغاء الى أمراء الجريمة والجهل والتعصب الديني؟ هل نحن نسير قرب دجلة والفرات ونحن عطاش الى ماء الحق والحرية والكرامة والسلام؟ لن يهجر المسيحيون من العراق وهم العرب الأقحاح وإن لم يكونوا بسنة ولا أكراد ولا شيعة. الشرق مضروب بوباء التعصب والتطهير الديني والعرقي.
الشيطان يقرع باب الشرق
الضحية تفدي الجلاّد
مات المطران رحّو فزغردت له النساء ساعة موته لأنها كانت ساعة الحياة والفرح والقيامة. إنه عرس الحياة والفداء وليس عرس الموت والحقد والكراهية. العراق حمل أغصان الزيتون ونثر الورد وترانيم السلام والمحبة وأصغى دجلة للصلاة والفرات للدعاء وعادت الى العراق رحلة التسامح والحرية للذي أسس جماعة المحبة للإحتياجات الخاصة وأصدقاء يسوع للأعمال الخيرية وأصدقاء الناصرة للعائلات الجديدة وواحة المحبة والفرح للأيتام.
إذا كرّمت الكنيسة المارونية والملكية والأرمنية واللاتينية والأرثوذكسية اليوم ابرارها وقديسيها على المذابح وبقي الكثيرون منهم من الشهداء خاصة في أزمنة الإضطهاد والحروب فالكنيسة الكلدانية والسريانية والأشورية والإنجيلية لها الفخر بأن ترفع شهداءها اليوم على المذابح ومنهم المطران رحّو ورفاقه ومن سبقهم من الأبرياء والأنقياء والأبرار والصديقين وخدمة شعب الله والساهرين على أمن الناس وخدمتهم. هؤلاء هم ضحايا الحرية والحب والسلام ونحن معهم نصلّي:
أللهم اجعل حظنا مع الضحايا وليس مع الجلادين لأن الضحية تفتدي جلادها وتفتدي نفسها. دمها يطهّرها ويطهر قاتلها.
لكن مأساة العراق هو هجرة أكثر من مليونين من أبنائـه الى خـارج أراضيه (700،000 الف في سوريا؛ 50،000 في لبنان؛ الأردن 700،000 الفاً؛ في مصر 80،000 الفاً) (البلد 3/4/2008) وهؤلاء العراقيون يعملون أكثر من عشر ساعات في النهار ويُدفع لهم 200 دولاراً شهرياً! يا للظلم! العراق الذي فتح أبوابه لكل العرب وتركهم يعملون فوق أرضه دون إشارة دخول أو إذن بالعمل (البلد 3/4/2008). يوصد العرب أبوابهم وحدودهم بوجه العراقيين. والمفجع في كل هذا إن العراقيين يقتلون بعضهم بعضاً بقساوة ووحشية.
جلسنا على أنهار بابل وبكينا
لن نجلس على أنهار بابل ونبكي كما يقول المزمور «جلسنا على أنهار بابل فبكينا» بل سننشد فرح القيامة والمحبة ويزهر النخيل، وتجري مياه دجلة الحضارة ولو سقطت أجساد الأنقياء تحت سيوف المتعصبين وتناثر لحم رسل السلام والمحبة أمام جنون القاتلين الذاهبين الى الجحيم وليس الى السماء. الأيدي المقطوعة تقول لا! الأفواه المفتوحة تقول لا! الأعين الجاحظة النابعة دماً تصرخ لا! الأرجل والأجساد المفككة تقول لا! صراخ الأطفال، عويل النساء، أنين الرجال، جرح الدم، نهر سلام وحب سيجري في صحراء العراق ومع نهري دجلة والفرات.
وللقتلة نقول لن توقفوا جريان نهري دجلة والفرات ولا مسار الريح فوق رمال الصحراء هناك بين النخيل ولا أناشيد الفرح والشعر والفكر والخمر. لن توقفوا النيل والأردن وبردى ولا تساقط الثلج فوق جبال لبنان. لن توقفوا الحرية والحياة والحب. اغتسلنا بماء عمادها وزرعت فينا السلام وحفرت حروفها اللاهبة في قلوبنا، صار الموعد هو الله. وهو الحب! أرض المشرق، من العراق، تغيب الشمس، عن تخوم العالم كله لكنها في العراق تشرق كل يوم مرتين، في الصباح وفي المساء لأن أسد بابل يمسك بيده الشمس والقمر، والبطل جلجماش يحمل خبز الحياة، والمشترع حمورابي يوقف الشمس على لوحة وصاياه التي كتبت عليها كرامة الإنسان وكرامة المرأة وحقوق الفقراء والبسطاء قبل أن يصل الى هناك مجانين الله.
المطران رحّو رسول محبة ورسول حضارة بلد عظيم. نصلّي لأجله وليفيق المتعصبون فيه بإسلامهم الكافر الذي لا يفترق بشيء عن اليهودية المتعصبة القاتلة أطفال فلسطين وغزة وجنوب لبنان. انها البربرية نفسها. إنه التوحش الإنساني نفسه ولن نقبل له أن يتقنع بقناع إلهي مقدّس باسم الله والاسلام. فمن دم المطران رحّو ومن دم أمثاله من مسيحيين ومسلمين وأكراد سيولد عراق جديد وشرق جديد وعراق جديد. وأنا أرى أرضاً جديدة وسماءً جديدة، كما يقول سفر الرؤيا.
* * * * * * *
أثار صديقي الدكتور محمد السمّاك بنضب مقدّس كما عادته في كل مرّة يُساء الى المسيحيين والمسلمين في جريدة المستقبل 17 آذار 2008 في عنوان صارخ «اغتيال المطران رحو اعتداء على الإسلام» وأشار الى العهد النبوي الداعي الى الذود عن الأساقفة والرهبان والسوّاح والكنائس وبيوت العبادة والحفاظ على هذا الميثاق «من خالف عهد الله واعتمد الضد من ذلك فقد عصى ميثاقه ورسوله» وإن جريمة القتل تعتبر انتهاكاً ليس فقط لحق انساني مقدس في الحياة إنما انتهاكاً لنص إلهي مقدّس ايضاً واعتداءً على حرمة الإسلام وإساءة إليه تستحق كل ادانة وكل الشجب والإستنكار». هذا الإستنكار أكد عليه الأمير حسن بن طلال.
الأمير حسن وأصالة المسيحيين
الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمّان أعلن: «ان اختطاف رئيس الموصل للكلدان المطران بولس فرج رحّو وقتل ثلاثة من مرافقيه يُعد عملاً خارجاً على كل مبادىء الإنسانية المشتركة، وتسيء الى قيمنا الدينية، وميثاقنا السلوكي». ويُضيف: «إن المجتمع المسيحي الضارب الجذور في تاريخ هذا البلد المنكوب يقف شاهداً منذ القِدم على الإحترام المتأصل لإخواننا في الدين أهل الكتاب الذين استحقوا حبنا وحمايتنا منذ أيام الرسول صلّى الله عليه وسلّم». وقد صدر في هذا المجال وفي النهار مقال صارخ هام للشيخ محمد بشير الفقيه تحت عنوان: «مسيحيو العراق هم ضمانة العراق الحر المنسي» (الشيخ محمد بشير الفقيه، النهار 15/3/2008)
الإستنكار شامل
الإستنكار كان واسعاً في السابق مثلاً في 16/10/2004 حين فُجرت 5 كنائس. وتلا ذلك عمليات قتل وخطف وترويع. بين بغداد والبصرة والموصل جنون أصولي راح يطاول كرامات الناس وحرية المعتقد وحرية المرأة المسيحية وكرامتها بالضغط عليها لإرتداء الحجاب ومنع العديد من الطلبة والطالبات خاصة في الموصل من متابعة الدراسة بسبب المضايقات العدوانية والممارسات الإرهابية. فما هو تفسير هذه الأحداث؟ (الشيخ محمد بشير الفقيه، النهار 15/3/2008). فهل يفلت المتزمتون ويعرضون على العراق شريعة القتل والذبح وحرق دور العبادة في موجة من الكراهية لا تليق بهذا البلد الكبير الذي فتح قلبه وذراعيه للجميع. ومنه كان حمورابي وابراهيم واشوربينيبال ونبوخزنصّر والخلفاء الراشدون وأمراء الترجمات المسيحيون. وجذور العراقيين ضاربة في أعماق العراق كما يقول الدكتور سيار الجميل (جريدة الإتحاد، الأحد، ايلول 2003) وكما قال الرئيس نبيه بري: مسيحيو الشرق لا يُكافأون بالقتل (السفير 18/3/2008).
قربان الأبرياء
إن استشهاد المطران رحّو هو انتصار للحق. وهو كان فداء للعرب والأكراد والمسيحيين والمسلمين وهو ينضم الى كل الأحرار الشهداء ومنهم 272 صحافياً والآف الأبرياء من النساء والأطفال والرجال والكهنة والعلماء ورجال الدين. ولقد عبر البابا بندكتوس السادس عشر عن صدمته ووصف هذا العمل «بأنه عنف لا انساني». وقال نور المالكي: إن مقتل رجل الدين جريمة بشعة. كما استنكر السيد فضل الله خطف المطران. والرئيس جورج بوش قال عنه إنه «عمل حقير». إنها جلجلة جديدة وكربلاء جديدة لكن خطف المطران وقتله يأتي في رحابة الكلمة القائلة. سيأتي يوم يظن من يقتلكم انه يقدم قرباناً لله». وهذه الشهادة هي شهادة محبة ومغفرة ومصالحة. هذا الموت هو زرع للحضور المسيحي وللوجود الإنساني الكريم الحر ولا فرق بين من يقتل طفلاً بريئاً في غزة وفي جنوب لبنان وفلسطين ومن يقتل اسقفاً كبيراً في العراق. كنيسة المشرق هنا أرض أبِ الآباء ابراهيم وواضع الشرائع حمورابي أرض الأخوة والتسامح هل يمكن أن تصبح أرض اوروكلده وبابال أرض البربرية الدينية والتوحش الإنساني بالإصغاء الى أمراء الجريمة والجهل والتعصب الديني؟ هل نحن نسير قرب دجلة والفرات ونحن عطاش الى ماء الحق والحرية والكرامة والسلام؟ لن يهجر المسيحيون من العراق وهم العرب الأقحاح وإن لم يكونوا بسنة ولا أكراد ولا شيعة. الشرق مضروب بوباء التعصب والتطهير الديني والعرقي.
الشيطان يقرع باب الشرق
الضحية تفدي الجلاّد
مات المطران رحّو فزغردت له النساء ساعة موته لأنها كانت ساعة الحياة والفرح والقيامة. إنه عرس الحياة والفداء وليس عرس الموت والحقد والكراهية. العراق حمل أغصان الزيتون ونثر الورد وترانيم السلام والمحبة وأصغى دجلة للصلاة والفرات للدعاء وعادت الى العراق رحلة التسامح والحرية للذي أسس جماعة المحبة للإحتياجات الخاصة وأصدقاء يسوع للأعمال الخيرية وأصدقاء الناصرة للعائلات الجديدة وواحة المحبة والفرح للأيتام.
إذا كرّمت الكنيسة المارونية والملكية والأرمنية واللاتينية والأرثوذكسية اليوم ابرارها وقديسيها على المذابح وبقي الكثيرون منهم من الشهداء خاصة في أزمنة الإضطهاد والحروب فالكنيسة الكلدانية والسريانية والأشورية والإنجيلية لها الفخر بأن ترفع شهداءها اليوم على المذابح ومنهم المطران رحّو ورفاقه ومن سبقهم من الأبرياء والأنقياء والأبرار والصديقين وخدمة شعب الله والساهرين على أمن الناس وخدمتهم. هؤلاء هم ضحايا الحرية والحب والسلام ونحن معهم نصلّي:
أللهم اجعل حظنا مع الضحايا وليس مع الجلادين لأن الضحية تفتدي جلادها وتفتدي نفسها. دمها يطهّرها ويطهر قاتلها.
لكن مأساة العراق هو هجرة أكثر من مليونين من أبنائـه الى خـارج أراضيه (700،000 الف في سوريا؛ 50،000 في لبنان؛ الأردن 700،000 الفاً؛ في مصر 80،000 الفاً) (البلد 3/4/2008) وهؤلاء العراقيون يعملون أكثر من عشر ساعات في النهار ويُدفع لهم 200 دولاراً شهرياً! يا للظلم! العراق الذي فتح أبوابه لكل العرب وتركهم يعملون فوق أرضه دون إشارة دخول أو إذن بالعمل (البلد 3/4/2008). يوصد العرب أبوابهم وحدودهم بوجه العراقيين. والمفجع في كل هذا إن العراقيين يقتلون بعضهم بعضاً بقساوة ووحشية.
جلسنا على أنهار بابل وبكينا
لن نجلس على أنهار بابل ونبكي كما يقول المزمور «جلسنا على أنهار بابل فبكينا» بل سننشد فرح القيامة والمحبة ويزهر النخيل، وتجري مياه دجلة الحضارة ولو سقطت أجساد الأنقياء تحت سيوف المتعصبين وتناثر لحم رسل السلام والمحبة أمام جنون القاتلين الذاهبين الى الجحيم وليس الى السماء. الأيدي المقطوعة تقول لا! الأفواه المفتوحة تقول لا! الأعين الجاحظة النابعة دماً تصرخ لا! الأرجل والأجساد المفككة تقول لا! صراخ الأطفال، عويل النساء، أنين الرجال، جرح الدم، نهر سلام وحب سيجري في صحراء العراق ومع نهري دجلة والفرات.
وللقتلة نقول لن توقفوا جريان نهري دجلة والفرات ولا مسار الريح فوق رمال الصحراء هناك بين النخيل ولا أناشيد الفرح والشعر والفكر والخمر. لن توقفوا النيل والأردن وبردى ولا تساقط الثلج فوق جبال لبنان. لن توقفوا الحرية والحياة والحب. اغتسلنا بماء عمادها وزرعت فينا السلام وحفرت حروفها اللاهبة في قلوبنا، صار الموعد هو الله. وهو الحب! أرض المشرق، من العراق، تغيب الشمس، عن تخوم العالم كله لكنها في العراق تشرق كل يوم مرتين، في الصباح وفي المساء لأن أسد بابل يمسك بيده الشمس والقمر، والبطل جلجماش يحمل خبز الحياة، والمشترع حمورابي يوقف الشمس على لوحة وصاياه التي كتبت عليها كرامة الإنسان وكرامة المرأة وحقوق الفقراء والبسطاء قبل أن يصل الى هناك مجانين الله.
المطران رحّو رسول محبة ورسول حضارة بلد عظيم. نصلّي لأجله وليفيق المتعصبون فيه بإسلامهم الكافر الذي لا يفترق بشيء عن اليهودية المتعصبة القاتلة أطفال فلسطين وغزة وجنوب لبنان. انها البربرية نفسها. إنه التوحش الإنساني نفسه ولن نقبل له أن يتقنع بقناع إلهي مقدّس باسم الله والاسلام. فمن دم المطران رحّو ومن دم أمثاله من مسيحيين ومسلمين وأكراد سيولد عراق جديد وشرق جديد وعراق جديد. وأنا أرى أرضاً جديدة وسماءً جديدة، كما يقول سفر الرؤيا.
* * * * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق